والموضوع كما هو واضح من العنوان ..يتحدث عن نوع من الشعر الشعبي النسائي السائد/المنتشر على امتداد فضاء الثقافة الحسانية (جنوب المغرب وموريتانيا) وأقول الشعر النسائي، بعيدا عن النقاش الأزلي حول مصطلح الأدب النسائي ذلك أن هذا شعر نسائي فعليا ولا يحق للرجال الخوض فيه...- و رغم أنني شخصيا لا أعاني أية عقدة اتجاه المصطلح ..و يطيب لي جدا أن توضع خربشاتي تحت مسمى الكتابة النسائية...فإني أعتذر مسبقا لمن لهن/م حساسية من المصطلح لأنه سيتكرر كثيرا...قي شيء يشبه الاستفزاز..ولكنه ليس كذلك..-
وبالرجوع إلى الموضوع، أقول إن هذا البحث مكنني من الإطلاع على العديد من النماذج الشعرية الشعبية النسائية..محليا وعلى مستوى ثقافات أخرى أجنبية...
هناك ما يسمى بالعروبيات أو الرباعيات .وهو شعر المرأ ة الفاسية .وقد سبق للمرحوم محمد الفاسي أن كتب بحثا قيما جمع فيه الكثير مما تفرق من هذه الأشعار..هناك أيضا بعض النماذج في الشعر الأمازيغي السوسي .... وعلى مستوى خارجي يبرز شعر نساء البشتون كواحدة من أهم التجارب الإبداعية... النسائية الشعبية...
والحقيقة أن المتأمل لهذا الإبداع المتنوع سيقف مشدوها..أمام العديد من الملاحظات ,,من أهمها مسألة الكم الهائل (العصي على الحصر) وهي مسألة لها دلالتها خصوصا أن هذا النزيف يتركز بالأساس على الجانب الحميم عند النساء أي العلاقة مع الرجل، والذي يأتي.. في صورة المجتمع أحيانا الملاحظة الثانية أن هدا الشعر النسائي يتميز بنوع من الوضوح والمباشرة في التعبير عن العاطفة...و المقصود هنا ,وضوح المعنى العام وليس الفقر الإبداعي...ذاك أن هذه النصوص على قصر بعضها ( بيت واحد)..تعتمد الاستعانة ببعض ..الأدوات البلاغية ..لإحداث الأثر والدهشة من خلال الصور التي تعتمدها الشاعرات...
تقول إحدى النساء العاشقات في "التبراع" أي الشعر النسائي الحساني :
أُ لا يَكْدَرْ يَنْعــــــــــافْ
لَخْظارْ فْعيمانْ الجفافْ
والبيت بالمعنى الفصيح يقول : لا يمكن أن نكره منظر الخضرة عموما ..فما بالك بأيام الجفاف ...وإلى هنا تبدو التبريعة مجرد صورة طبيعية ...ساذجة...ولكن إذا علمنا أن "لَخْظارْ" في اللهجة الحسانية هو السمرة أي اللون الأسمر فإن المعنى الخفي يصبح غزلا في حبيب أسمر وكيف السبيل إلى عدم حبه ..وهو الخصوبة في عز الجفاف...
ونقرأ في نموذج لإحدى العروبيات الفاسية ...
يا ساداتي بغيتكم وبغيت الله
والتوبة غاليهْ..عْلِيَ و عْليكُمْ
نَطْلَبْ رب لكْريمْ سجَّادهْ مْقابْله حومتكمْ
السَّجْدة لَكْريم والشُّوفة فيكُمْ
تحب الله وتحب أحبتها...وتطلب التوبة ..فهي لا تتمنى إلا السجود لله والنظر إلى وجه من تحب...
أما بالنسبة لنساء البشتون فإن في شعرهم المدهش بكل المقاييس ، و المعروف باللاندي ...نماذج مذهلة ..وقد قام بنقل بعض أشعارهم إلى الفرنسية سيد بهاء الدين مجروح بمساعدة اندري فيلتير...تقول إحدى البشتونيات :
إذا مات حبيبي لأكن كفنه
هكذا نتزوج الرماد معا...
وقول أخرى:
في يدي وردة تذبل
فأنا لا أعرف لمن أعطيها في هذه الأرض الغريبة..
وبالرجوع إلى هذه النماذج وغيرها...سنلاحظ أن المرأة تتحرر من مراقبة المجتمع وسلطته لأن القائلة مجهولة..لذلك فهي بعيدة عن المحاسبة وعصية على القيود... ولهذا فإن بعض هذه الأشعار يتميز بالجرأة أحيانا واقتحام مناطق محرمة قد تعرض صاحبتها للسخط الاجتماعي والإقصاء..لولا أنها غير معروفة...
تقول إحدى بنات حسان في التبراع :
مَنْ عَـــــــــزَّتْ كَــــــمْيَ
بَكْمَ طَرْشَ عَدْتْ آُ عَمْيَبل إن بعض المصادر تحدثنا عن نساء يعتبرن من الصفوة الاجتماعية والفكرية...خلفن أشعارا حملنها عواطفهن....وتجاربهن..بدون حجاب..ولا أدل على ذلك مما ورد عن سيدة نساء بني العباس وأشهرهن علية بنت المهدي والتي تقدم في المصادر بالمغنية والشاعرة...ابنة المهدي وأخت الخليفة العباسي هارون الرشيد..والتي توصف بالأديبة الحافظة والقارئة للقرآن الكريم...وهي أيضا الشاعرة التي لا تتوانى عن التغني بعشقها لأحد غلمان قصر أخيها الخليفة.,, وما هي بالجارية ولا المجهولة...تقول:
يا رب إني قد عرضتُ بجهْلها فإليك أشكو ذاك يا ربــــاه
مولاة سوء تستهين بعبدها نعم الغلام وبئست المولاة
طلُّ ولكني حرمت نعيمه ووصاله إن لم يــغثني الله
يا رب إن كانت حياتي هكذا ضرّاً علي فما أريد حيــــاه
ومما يحكى عنها ( الأغاني – زهر الآداب...) أن الخليفة تنامى إلى علمه حكايتها مع طلِّ هذا فقال لها " والله لئن ذكرته لأقتلنك " فدخل عليها يوما على غفلة تقرأ في آخر سورة البقرة قوة سبحانه وتعالى " فإن لم يصبها وابل فطلٌّ"...فقالت "فالذي نهانا عنه أمير المؤمنين"وحسب صاحب الأغاني فإن الخليفة قبل رأسها وقال وهبت لك طلا (هكذا) ولا أمنعك بعد هذا شيئا تريدينه...
يبدو أن أكثر الباحثين والمؤرخين...يركزون على سيرة امرأة خاصة ، لا تنتمي للعامة ..ولا خاصة الخاصة..و لا الجواري ..ولا....
والواقع أن كل هذه الشرائح تشكل المرأة...شئنا أم أبينا ..اتفقنا أم اختلفنا...
وبالرجوع إلى الموضوع، أقول إن هذا البحث مكنني من الإطلاع على العديد من النماذج الشعرية الشعبية النسائية..محليا وعلى مستوى ثقافات أخرى أجنبية...
هناك ما يسمى بالعروبيات أو الرباعيات .وهو شعر المرأ ة الفاسية .وقد سبق للمرحوم محمد الفاسي أن كتب بحثا قيما جمع فيه الكثير مما تفرق من هذه الأشعار..هناك أيضا بعض النماذج في الشعر الأمازيغي السوسي .... وعلى مستوى خارجي يبرز شعر نساء البشتون كواحدة من أهم التجارب الإبداعية... النسائية الشعبية...
والحقيقة أن المتأمل لهذا الإبداع المتنوع سيقف مشدوها..أمام العديد من الملاحظات ,,من أهمها مسألة الكم الهائل (العصي على الحصر) وهي مسألة لها دلالتها خصوصا أن هذا النزيف يتركز بالأساس على الجانب الحميم عند النساء أي العلاقة مع الرجل، والذي يأتي.. في صورة المجتمع أحيانا الملاحظة الثانية أن هدا الشعر النسائي يتميز بنوع من الوضوح والمباشرة في التعبير عن العاطفة...و المقصود هنا ,وضوح المعنى العام وليس الفقر الإبداعي...ذاك أن هذه النصوص على قصر بعضها ( بيت واحد)..تعتمد الاستعانة ببعض ..الأدوات البلاغية ..لإحداث الأثر والدهشة من خلال الصور التي تعتمدها الشاعرات...
تقول إحدى النساء العاشقات في "التبراع" أي الشعر النسائي الحساني :
أُ لا يَكْدَرْ يَنْعــــــــــافْ
لَخْظارْ فْعيمانْ الجفافْ
والبيت بالمعنى الفصيح يقول : لا يمكن أن نكره منظر الخضرة عموما ..فما بالك بأيام الجفاف ...وإلى هنا تبدو التبريعة مجرد صورة طبيعية ...ساذجة...ولكن إذا علمنا أن "لَخْظارْ" في اللهجة الحسانية هو السمرة أي اللون الأسمر فإن المعنى الخفي يصبح غزلا في حبيب أسمر وكيف السبيل إلى عدم حبه ..وهو الخصوبة في عز الجفاف...
ونقرأ في نموذج لإحدى العروبيات الفاسية ...
يا ساداتي بغيتكم وبغيت الله
والتوبة غاليهْ..عْلِيَ و عْليكُمْ
نَطْلَبْ رب لكْريمْ سجَّادهْ مْقابْله حومتكمْ
السَّجْدة لَكْريم والشُّوفة فيكُمْ
تحب الله وتحب أحبتها...وتطلب التوبة ..فهي لا تتمنى إلا السجود لله والنظر إلى وجه من تحب...
أما بالنسبة لنساء البشتون فإن في شعرهم المدهش بكل المقاييس ، و المعروف باللاندي ...نماذج مذهلة ..وقد قام بنقل بعض أشعارهم إلى الفرنسية سيد بهاء الدين مجروح بمساعدة اندري فيلتير...تقول إحدى البشتونيات :
إذا مات حبيبي لأكن كفنه
هكذا نتزوج الرماد معا...
وقول أخرى:
في يدي وردة تذبل
فأنا لا أعرف لمن أعطيها في هذه الأرض الغريبة..
وبالرجوع إلى هذه النماذج وغيرها...سنلاحظ أن المرأة تتحرر من مراقبة المجتمع وسلطته لأن القائلة مجهولة..لذلك فهي بعيدة عن المحاسبة وعصية على القيود... ولهذا فإن بعض هذه الأشعار يتميز بالجرأة أحيانا واقتحام مناطق محرمة قد تعرض صاحبتها للسخط الاجتماعي والإقصاء..لولا أنها غير معروفة...
تقول إحدى بنات حسان في التبراع :
مَنْ عَـــــــــزَّتْ كَــــــمْيَ
بَكْمَ طَرْشَ عَدْتْ آُ عَمْيَبل إن بعض المصادر تحدثنا عن نساء يعتبرن من الصفوة الاجتماعية والفكرية...خلفن أشعارا حملنها عواطفهن....وتجاربهن..بدون حجاب..ولا أدل على ذلك مما ورد عن سيدة نساء بني العباس وأشهرهن علية بنت المهدي والتي تقدم في المصادر بالمغنية والشاعرة...ابنة المهدي وأخت الخليفة العباسي هارون الرشيد..والتي توصف بالأديبة الحافظة والقارئة للقرآن الكريم...وهي أيضا الشاعرة التي لا تتوانى عن التغني بعشقها لأحد غلمان قصر أخيها الخليفة.,, وما هي بالجارية ولا المجهولة...تقول:
يا رب إني قد عرضتُ بجهْلها فإليك أشكو ذاك يا ربــــاه
مولاة سوء تستهين بعبدها نعم الغلام وبئست المولاة
طلُّ ولكني حرمت نعيمه ووصاله إن لم يــغثني الله
يا رب إن كانت حياتي هكذا ضرّاً علي فما أريد حيــــاه
ومما يحكى عنها ( الأغاني – زهر الآداب...) أن الخليفة تنامى إلى علمه حكايتها مع طلِّ هذا فقال لها " والله لئن ذكرته لأقتلنك " فدخل عليها يوما على غفلة تقرأ في آخر سورة البقرة قوة سبحانه وتعالى " فإن لم يصبها وابل فطلٌّ"...فقالت "فالذي نهانا عنه أمير المؤمنين"وحسب صاحب الأغاني فإن الخليفة قبل رأسها وقال وهبت لك طلا (هكذا) ولا أمنعك بعد هذا شيئا تريدينه...
يبدو أن أكثر الباحثين والمؤرخين...يركزون على سيرة امرأة خاصة ، لا تنتمي للعامة ..ولا خاصة الخاصة..و لا الجواري ..ولا....
والواقع أن كل هذه الشرائح تشكل المرأة...شئنا أم أبينا ..اتفقنا أم اختلفنا...
الجمعة يوليو 11, 2014 5:30 pm من طرف Babayeslem
» قبيلة أولاد الشيخ
الإثنين أبريل 21, 2014 12:40 pm من طرف bant chikh
» القبائل الصحراء
الخميس يناير 17, 2013 8:53 am من طرف مراكش
» شهامة الرجل الصحراوي
الأربعاء أبريل 20, 2011 1:21 pm من طرف roublazaz
» العصور الوسطى
الخميس أبريل 14, 2011 8:27 am من طرف roublazaz
» محمد صلى الله عليه وسلم
الخميس أبريل 14, 2011 8:25 am من طرف roublazaz
» الكثبان الرملية
الخميس أبريل 14, 2011 8:20 am من طرف roublazaz
» السراب
الخميس أبريل 14, 2011 8:14 am من طرف roublazaz
» حرارة الصحراء
الخميس أبريل 14, 2011 8:13 am من طرف roublazaz
» الإنسان والصحراء
الخميس أبريل 14, 2011 8:12 am من طرف roublazaz
» تطور الصحراء وتغيرها
الخميس أبريل 14, 2011 8:12 am من طرف roublazaz
» الحياة في الصحراء
الخميس أبريل 14, 2011 8:10 am من طرف roublazaz
» صخور على شكل فطر
الخميس أبريل 14, 2011 8:09 am من طرف roublazaz
» أكبر صحراء في العالم
الخميس أبريل 14, 2011 8:08 am من طرف roublazaz
» الصحاري
الخميس أبريل 14, 2011 8:07 am من طرف roublazaz
» الصحراء
الخميس أبريل 14, 2011 8:06 am من طرف roublazaz
» بوابة الصحر الغربية
الخميس أبريل 14, 2011 7:56 am من طرف roublazaz
» جبهة البوليزاريوا
الخميس أبريل 14, 2011 7:52 am من طرف roublazaz
» نشاطات القبائل
الخميس أبريل 14, 2011 7:52 am من طرف roublazaz
» تاريخ احتلال اسبانيا للصحراء الغربية
الخميس أبريل 14, 2011 7:46 am من طرف roublazaz