Ahlamontada 
لقد اعتبر البحث التاريخي لمجال الصحراء أمرا بالغ الصعوبة، وذلك نظرا لما يتعرض له الباحث في هذا المجال من حواجز وعقبات، كما أن المادة الخام هي قليلة، ونادرة اندثرت بفعل عوامل الزمان أو بفعل تدخل الإنسان لا سيما وأن المنطقة قد تعرضت لحملة استعمارية ويزداد هذا الأمر أكثر حينما يتعلق الأمر بأسا : الزاوية، القصر ــ الواحة... إلخ. أي مجال استقرار قبائل أيتوسي
للمساهمة في إثراء البحوث الميدانية والدراسات التاريخية، ارتأينا تسليط الضوء على زاوية أسا وأهميتها ــ بعدها الاقتصادي والاجتماعي، لكونها تشكل نقطة استقطاب لعدة مجموعات بشرية ومحورا لا تقل أهميته الاقتصادية لما لعبته من أدوار هامة في مسالك تجارة القوافل الصحراوية والرواج الاقتصادي، أما من ناحية البعد الاجتماعي فقد حافظت الزاوية على تماسك قبيلة أيتوشى، وفرقها الإحدى عشر مند القدم وحتى حدود اليوم، كما تشكلت نقطة تعايش بين العنصرين العربي الأمازيغي إلى جانب بعض الأقليات القبلية الصغيرة المجاورة لزاوية أسا.
ولأجل ذلك سعينا إلى التركيز على مجموعة من المصادر والمراجع سواء منها العربية أو الأجنبية، ونشير إلى أن المراجع التي تناولت تاريخ زاوية أسا أو قبيلة أيتوسى تكاد تكون منعدمة وقليلة حسب علمنا، لذلك لجأنا لملئ هذا الفراغ الموضوعي لكن المسؤولية جسيمة وذلك من أجل إنجاز بحث شامل ومتماسك، لذلك اطلعنا على مؤلفات تاريخية، ثقافية، اجتماعية. ومجالات ودراسات جامعية، كما عملنا على استغلال الرواية الشفوية بالرغم من بعض الصعاب التي واجهتنا وذلك لانتقاء الأخبار والروايات المتعلقة بالموضوع، وهو الأمر الذي جعلنا نلتزم بباسطة الشكل والتعبير وسيلة لضمان التواصل مع الأخر، واخترنا الالتزام بحدود المنطقة التي ندرسها والتي تعتبر نقطة استقرار القبيلة
التي ندرسها، ونبرز الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية دون تجاوزه إلى غيرها إذا اقتضت مصلحة البحث ذلك.
ومسايرة لمنهجية بحثنا ارتأينا تسليط الضوء على فترتين زمنيتين هما: الفترة القديمة وخاصة مع نزوح القبائل العربية المعقلية والملالية إلى منطقة المغرب خاصة والشمال الإفريقي عموما، والفترة الثانية هي المعاصرة والتي انتهت باستقرار مجموع فبائل أيتوسى إلى جانب ذكر بعض الأقليات القبلية. المجاورة لتراب قبيلة أيتوسى وتركز المرابطين، الحراطين. لذلك ارتأينا أن نقسم بحثنا المتواضع إلى ثلاث فصول:
الفصل 1: سنتحدث فيه عن معطيات جغرافية والمناخية والسكانية للمجال المدروس
الفصل 2:
سنقف من خلاله عند أهم تجليات الحياة الاقتصادية للمجتمع الأيتوسى بالوقوف عند أهم الأنشطة التجارية والحرفية وكذا ذكر بعض الأنشطة الفلاحية والرعوية.
الفصل 3:
سنتحدث عن الأبعد الاجتماعية للمجتمع الأيتوسى فسنتوقف عند السكان الأقدمون لمنطقة أسا وأصلهم بعد الهجرات المتتالية لعدة عناصر على المنطقة. كما سنتحدث عن السكان الحاليون للمنطقة وأصولهم وأهم الشكايات القبيلة لفرق قبيلة آيتوسى، إلى جانب ذكر بعض الأقليات الأخرى مع ذكر أصولها ومن أين جاءت، ثم سنتوقف عند بعض المظاهر الاجتماعية للأيتوسيين، مثل التكافل والتكافل الاجتماعي.
خــاتمة
استجمعنا فيها بعض خلا صات واستنتاجات البحث إلا أننا ونحن نباشر إنجاز ابحث اعترضتنا مجموعة من الصعاب والمشاكل لا مناص من ذكرها، أهمها تشعب الموضوع، وطول فترة التي من المفروض أن يلم بها البحث، وكذا صعوبة أخرى واجهتنا والمتعلقة بالترجمة إلى جانب قلت المراجع مما تطلب منا القيام بعدة جولات بين الدارسين والمهتمين بجهة الصحراء.
الفصل الاول
الإطار الجغرافي والتاريخي للمجال المدروس
1-المعطيات الجغرافية والمناخية
تعتبر آسا من أهم الواحات الموجودة في الجنوب المغربي، وتنتمي الى حوض درعة وتوجد على بعد حوالي 110 كلم من مدينة كلميم، بالضبط الجنوب الشرقي لواد نون، وتقع بين كتلتين تضاريسيتين كبيرتين هما السفح الجنوبي للأطلس الصغير الصحراوي المتمثل في كتلة باني شمالا، وجبال واركزيز الذي يحدها جنوبا.
وتحترق هاتين الكتلتين التضاريسيتين مجموعة من الأودية والخوانق ومنها وادي آسا الذي يفصل آسا الى قطرين: القصر القديم والذي يعد معلمة أثرية بارزة في المنطقة والأحياء الجديدة التي ظهرت في بداية السبعينات...
يعد وادي آسا من أبرز روافد وادي درعة، وهو ينعم بالاخضرار على مدار السنة نظرا لتوفره على فرشة مائية باطنية وسطحية، ويتوفر أيضا على غابة نخيل كثيفة قدرها بعض الباحثين بـ 30.000 ألف نخلة[1]، كما تنتشر المزارع والحقول على جانبي الوادي، ومن أهم المزروعات المنتشرة في هذه الحقول هناك زراعة الشعير والقمح والذرة، وبعض الخضروات المتنوعة ... وتتميز أيضا بإنتاج مادة التمور الجيدة وهذه الزراعة بالأساس زراعة مسقية تستعمل فيها وسائل تقليدية عتيقة كالمحراث الخشبي والدواب ولا يتم استعمال الأسمدة والأودية ما عدا "روث البهائم" وتعد الفلاحة مصدر عيش سكان قصر آسا بالخصوص...
أما المناخ السائد بالمنطقة فهو حار نظرا لتعرض المنطقة للمؤثرات الصحراوية ناهيك عن قلة التساقطات، إذ الأيام الممطرة تكاد تكون منعدمة في السنة وعادة ما تنزل على شكل زخات تؤدي الى انجراف التربة بالإضافة الى انعدام الرطوبة بسبب التبخر.
ويتسم المناخ أيضا بقساوة في فصل الصيف، أي أنه يصبح صحراويا بكيفية مطلقة، فالحرارة شديدة بالليل والنهار، وتهب رياح عاصفية حارة خاصة رياح الشركي والتي تؤثر بشكل سلبي على الغطاء النباتي والمزروعات.
2ـ المعطيات السكانية :
ا-التسمية :
إن أهم إشكالية تطرح عند الحديث عن القبيلة هو صعوبة إيجاد مفهوم أو تعريف قار لها، وذلك لاعتبار قلة الكتابات في الموضوع من طرف المؤرخين والباحثين بحيث الحديث عن قبيلة ايتوسى ضمن الاهتمامات الكبرى بالإضافة الى كون ما تركه الرحالة الغربيون عن القبيلة ما قبل القرن 19 لا يعدو أن يكون جمهورية بربرية أصلية، أو هي عبارة عن جحافيل العرب الغزاة[1]. ويصعب أيضا تحديد مجال قار لها، بل يجدها تتوزع عبر مجالات الصحراء الشاسعة انتجاعا للكلأ وبحثا عن نقط الماء...
وإذا عدنا الى لفظة آسا فانه يمكن تأويلها الى عدة معاني : فكلمة آسا يمكن إرجاعها الى لفظ أمازيغي أي "تاسانو" بمعنى "واكبدي" وتستعمل هذه العبارة لرثاء الأبطال في الحروب التي كانت تدور رحاها بين قبيلة آيتوسى وقبائل الرقيبات[2]، ثم نجد معنى آخر لأسا ويعني "تاسا" أي الحجر أو الغار بالامازيغية[3]...
ونظرا لوجود آسا بين كتلتين تضاريسيتين فان التفسير الثاني هو الأقرب الى الواقع، وبالإضافة إلى وجود قصر آسا هناك مناطق كانت لها مكانتها التاريخية مثل : قصر "ادروم" ثم قصر "اداوكيس"، وارتبط هذا القصر بتأسيس زاوية آسا ودخول الإشعاع الإسلامي[4].
وإذا عدنا الى المنطقة نجد بأنها عرفت تواجدا مكثفا للعناصر الوثنية والمسيحية اليونانية حسب بعض الباحثين الغربيين، فالباحث جاك موني مثلا يرى أن هناك وثنيين كانوا يقطنون منطقة قصر أدروم يطلق عليهم اداوكيس، بل ذهب بعضهم الى القول بان هذا القصر مدينة من المدن التي أسستها عناصر ثكنة قديما في الصحراء الغربية[5].
وبعد دخول الإسلام المنطقة حوالي القرن 13 م، اختفت هذه القصور بتأسيس الزاوية الوهدوية نسبة إلى سيدي ايعزا ويهدا وفي هذه الفترة بالذات عرفت ثكنة القديمةوإذا عدنا الى المنطقة نجد بأنها عرفت تواجدا مكثفا للعناصر الوثنية والمسيحية اليونانية حسب بعض الباحثين الغربيين، فالباحث جاك موني مثلا يرى أن هناك وثنيين كانوا يقطنون منطقة قصر أدروم يطلق عليهم اداوكيس، بل ذهب بعضهم الى القول بان هذا القصر مدينة من المدن التي أسستها عناصر ثكنة قديما في الصحراء الغربية[1].
وبعد دخول الإسلام المنطقة حوالي القرن 13 م، اختفت هذه القصور بتأسيس الزاوية الوهدوية نسبة إلى سيدي ايعزا ويهدا وفي هذه الفترة بالذات عرفت ثكنة القديمة تواجد عناصر أمازيغية وأخرى عربية عند اكتساح معقل الضفة الشمالية الصحراوية الأطلسية مما تسبب في تغيير الخصائص القومية الامازيغية[2].
أما فيما يتعلق بنسب قبيلة ايتوسى فان جميع المستجوبين يؤكدون أن قبيلة ايتوسى تنحدر من قبيلة اوس الانصرية[3].والنسب هو باط يشد المنحدرين من سلف واحد هو الرباط الذي يميز الفرد وأيت التي تبتدا كلمة ايتوسى تعني أهل أو اولادوا ما يؤكد طرحنا هدا هو قول احد المستجوبين ايتوسى لها جد واحد من أولاد اوس مدفون في أسا وهو ذادا يعقوب الأنصاري[4]. لكن رغم هذا الانتساب الأصلي فإن جميع فروع وقسمات قبيلة آيتوسى تضم مجموعة من المنتمين إليها من مختلف القبائل الأخرى، وفي هذا الصدد يقول أحد المستجوبين "كل خمس من أخماس ايتوسى داخلين عليه البرانيين من القبائل شي جاي من كبلة أو شي جاي من الشرك أو شي ثاني من تل"[5]. إن مسألة الانتماء الى القبيلة جد سهلة حيث إن العرف القبلي يسهل الانضمام وطلك لتكريسها لمجموعة من السلوكات التي يعطيها المجتمع الايتوسي أهمية قصوى فكل من طلب حماية القبيلة أو استجار بها يصبح جزء منها وذلك بان يقوم ببعض الطقوس والمراسيم الموجبة للانتماء كذبح ذبيحة أو نحر "تعركيبة"[6]. على اسم القبيلة ويختار أي عرش أو أي خمس داخل
القبيلة مع تعاهده على حمل اسم القبيلة وبالتالي يصبح جزء تجري عليه أحكام القبيلة ويشاركها في ملكية الأرض "الترَاب".
للمزيد من المعلومات عن قبيلة ايتوسي والزوايا الصحراوية
http://www.el3arabi.com/forumdisplay.php?f=164
مع فائق التقدير والاحترام
للمساهمة في إثراء البحوث الميدانية والدراسات التاريخية، ارتأينا تسليط الضوء على زاوية أسا وأهميتها ــ بعدها الاقتصادي والاجتماعي، لكونها تشكل نقطة استقطاب لعدة مجموعات بشرية ومحورا لا تقل أهميته الاقتصادية لما لعبته من أدوار هامة في مسالك تجارة القوافل الصحراوية والرواج الاقتصادي، أما من ناحية البعد الاجتماعي فقد حافظت الزاوية على تماسك قبيلة أيتوشى، وفرقها الإحدى عشر مند القدم وحتى حدود اليوم، كما تشكلت نقطة تعايش بين العنصرين العربي الأمازيغي إلى جانب بعض الأقليات القبلية الصغيرة المجاورة لزاوية أسا.
ولأجل ذلك سعينا إلى التركيز على مجموعة من المصادر والمراجع سواء منها العربية أو الأجنبية، ونشير إلى أن المراجع التي تناولت تاريخ زاوية أسا أو قبيلة أيتوسى تكاد تكون منعدمة وقليلة حسب علمنا، لذلك لجأنا لملئ هذا الفراغ الموضوعي لكن المسؤولية جسيمة وذلك من أجل إنجاز بحث شامل ومتماسك، لذلك اطلعنا على مؤلفات تاريخية، ثقافية، اجتماعية. ومجالات ودراسات جامعية، كما عملنا على استغلال الرواية الشفوية بالرغم من بعض الصعاب التي واجهتنا وذلك لانتقاء الأخبار والروايات المتعلقة بالموضوع، وهو الأمر الذي جعلنا نلتزم بباسطة الشكل والتعبير وسيلة لضمان التواصل مع الأخر، واخترنا الالتزام بحدود المنطقة التي ندرسها والتي تعتبر نقطة استقرار القبيلة
التي ندرسها، ونبرز الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية دون تجاوزه إلى غيرها إذا اقتضت مصلحة البحث ذلك.
ومسايرة لمنهجية بحثنا ارتأينا تسليط الضوء على فترتين زمنيتين هما: الفترة القديمة وخاصة مع نزوح القبائل العربية المعقلية والملالية إلى منطقة المغرب خاصة والشمال الإفريقي عموما، والفترة الثانية هي المعاصرة والتي انتهت باستقرار مجموع فبائل أيتوسى إلى جانب ذكر بعض الأقليات القبلية. المجاورة لتراب قبيلة أيتوسى وتركز المرابطين، الحراطين. لذلك ارتأينا أن نقسم بحثنا المتواضع إلى ثلاث فصول:
الفصل 1: سنتحدث فيه عن معطيات جغرافية والمناخية والسكانية للمجال المدروس
الفصل 2:
سنقف من خلاله عند أهم تجليات الحياة الاقتصادية للمجتمع الأيتوسى بالوقوف عند أهم الأنشطة التجارية والحرفية وكذا ذكر بعض الأنشطة الفلاحية والرعوية.
الفصل 3:
سنتحدث عن الأبعد الاجتماعية للمجتمع الأيتوسى فسنتوقف عند السكان الأقدمون لمنطقة أسا وأصلهم بعد الهجرات المتتالية لعدة عناصر على المنطقة. كما سنتحدث عن السكان الحاليون للمنطقة وأصولهم وأهم الشكايات القبيلة لفرق قبيلة آيتوسى، إلى جانب ذكر بعض الأقليات الأخرى مع ذكر أصولها ومن أين جاءت، ثم سنتوقف عند بعض المظاهر الاجتماعية للأيتوسيين، مثل التكافل والتكافل الاجتماعي.
خــاتمة
استجمعنا فيها بعض خلا صات واستنتاجات البحث إلا أننا ونحن نباشر إنجاز ابحث اعترضتنا مجموعة من الصعاب والمشاكل لا مناص من ذكرها، أهمها تشعب الموضوع، وطول فترة التي من المفروض أن يلم بها البحث، وكذا صعوبة أخرى واجهتنا والمتعلقة بالترجمة إلى جانب قلت المراجع مما تطلب منا القيام بعدة جولات بين الدارسين والمهتمين بجهة الصحراء.
الفصل الاول
الإطار الجغرافي والتاريخي للمجال المدروس
1-المعطيات الجغرافية والمناخية
تعتبر آسا من أهم الواحات الموجودة في الجنوب المغربي، وتنتمي الى حوض درعة وتوجد على بعد حوالي 110 كلم من مدينة كلميم، بالضبط الجنوب الشرقي لواد نون، وتقع بين كتلتين تضاريسيتين كبيرتين هما السفح الجنوبي للأطلس الصغير الصحراوي المتمثل في كتلة باني شمالا، وجبال واركزيز الذي يحدها جنوبا.
وتحترق هاتين الكتلتين التضاريسيتين مجموعة من الأودية والخوانق ومنها وادي آسا الذي يفصل آسا الى قطرين: القصر القديم والذي يعد معلمة أثرية بارزة في المنطقة والأحياء الجديدة التي ظهرت في بداية السبعينات...
يعد وادي آسا من أبرز روافد وادي درعة، وهو ينعم بالاخضرار على مدار السنة نظرا لتوفره على فرشة مائية باطنية وسطحية، ويتوفر أيضا على غابة نخيل كثيفة قدرها بعض الباحثين بـ 30.000 ألف نخلة[1]، كما تنتشر المزارع والحقول على جانبي الوادي، ومن أهم المزروعات المنتشرة في هذه الحقول هناك زراعة الشعير والقمح والذرة، وبعض الخضروات المتنوعة ... وتتميز أيضا بإنتاج مادة التمور الجيدة وهذه الزراعة بالأساس زراعة مسقية تستعمل فيها وسائل تقليدية عتيقة كالمحراث الخشبي والدواب ولا يتم استعمال الأسمدة والأودية ما عدا "روث البهائم" وتعد الفلاحة مصدر عيش سكان قصر آسا بالخصوص...
أما المناخ السائد بالمنطقة فهو حار نظرا لتعرض المنطقة للمؤثرات الصحراوية ناهيك عن قلة التساقطات، إذ الأيام الممطرة تكاد تكون منعدمة في السنة وعادة ما تنزل على شكل زخات تؤدي الى انجراف التربة بالإضافة الى انعدام الرطوبة بسبب التبخر.
ويتسم المناخ أيضا بقساوة في فصل الصيف، أي أنه يصبح صحراويا بكيفية مطلقة، فالحرارة شديدة بالليل والنهار، وتهب رياح عاصفية حارة خاصة رياح الشركي والتي تؤثر بشكل سلبي على الغطاء النباتي والمزروعات.
2ـ المعطيات السكانية :
ا-التسمية :
إن أهم إشكالية تطرح عند الحديث عن القبيلة هو صعوبة إيجاد مفهوم أو تعريف قار لها، وذلك لاعتبار قلة الكتابات في الموضوع من طرف المؤرخين والباحثين بحيث الحديث عن قبيلة ايتوسى ضمن الاهتمامات الكبرى بالإضافة الى كون ما تركه الرحالة الغربيون عن القبيلة ما قبل القرن 19 لا يعدو أن يكون جمهورية بربرية أصلية، أو هي عبارة عن جحافيل العرب الغزاة[1]. ويصعب أيضا تحديد مجال قار لها، بل يجدها تتوزع عبر مجالات الصحراء الشاسعة انتجاعا للكلأ وبحثا عن نقط الماء...
وإذا عدنا الى لفظة آسا فانه يمكن تأويلها الى عدة معاني : فكلمة آسا يمكن إرجاعها الى لفظ أمازيغي أي "تاسانو" بمعنى "واكبدي" وتستعمل هذه العبارة لرثاء الأبطال في الحروب التي كانت تدور رحاها بين قبيلة آيتوسى وقبائل الرقيبات[2]، ثم نجد معنى آخر لأسا ويعني "تاسا" أي الحجر أو الغار بالامازيغية[3]...
ونظرا لوجود آسا بين كتلتين تضاريسيتين فان التفسير الثاني هو الأقرب الى الواقع، وبالإضافة إلى وجود قصر آسا هناك مناطق كانت لها مكانتها التاريخية مثل : قصر "ادروم" ثم قصر "اداوكيس"، وارتبط هذا القصر بتأسيس زاوية آسا ودخول الإشعاع الإسلامي[4].
وإذا عدنا الى المنطقة نجد بأنها عرفت تواجدا مكثفا للعناصر الوثنية والمسيحية اليونانية حسب بعض الباحثين الغربيين، فالباحث جاك موني مثلا يرى أن هناك وثنيين كانوا يقطنون منطقة قصر أدروم يطلق عليهم اداوكيس، بل ذهب بعضهم الى القول بان هذا القصر مدينة من المدن التي أسستها عناصر ثكنة قديما في الصحراء الغربية[5].
وبعد دخول الإسلام المنطقة حوالي القرن 13 م، اختفت هذه القصور بتأسيس الزاوية الوهدوية نسبة إلى سيدي ايعزا ويهدا وفي هذه الفترة بالذات عرفت ثكنة القديمةوإذا عدنا الى المنطقة نجد بأنها عرفت تواجدا مكثفا للعناصر الوثنية والمسيحية اليونانية حسب بعض الباحثين الغربيين، فالباحث جاك موني مثلا يرى أن هناك وثنيين كانوا يقطنون منطقة قصر أدروم يطلق عليهم اداوكيس، بل ذهب بعضهم الى القول بان هذا القصر مدينة من المدن التي أسستها عناصر ثكنة قديما في الصحراء الغربية[1].
وبعد دخول الإسلام المنطقة حوالي القرن 13 م، اختفت هذه القصور بتأسيس الزاوية الوهدوية نسبة إلى سيدي ايعزا ويهدا وفي هذه الفترة بالذات عرفت ثكنة القديمة تواجد عناصر أمازيغية وأخرى عربية عند اكتساح معقل الضفة الشمالية الصحراوية الأطلسية مما تسبب في تغيير الخصائص القومية الامازيغية[2].
أما فيما يتعلق بنسب قبيلة ايتوسى فان جميع المستجوبين يؤكدون أن قبيلة ايتوسى تنحدر من قبيلة اوس الانصرية[3].والنسب هو باط يشد المنحدرين من سلف واحد هو الرباط الذي يميز الفرد وأيت التي تبتدا كلمة ايتوسى تعني أهل أو اولادوا ما يؤكد طرحنا هدا هو قول احد المستجوبين ايتوسى لها جد واحد من أولاد اوس مدفون في أسا وهو ذادا يعقوب الأنصاري[4]. لكن رغم هذا الانتساب الأصلي فإن جميع فروع وقسمات قبيلة آيتوسى تضم مجموعة من المنتمين إليها من مختلف القبائل الأخرى، وفي هذا الصدد يقول أحد المستجوبين "كل خمس من أخماس ايتوسى داخلين عليه البرانيين من القبائل شي جاي من كبلة أو شي جاي من الشرك أو شي ثاني من تل"[5]. إن مسألة الانتماء الى القبيلة جد سهلة حيث إن العرف القبلي يسهل الانضمام وطلك لتكريسها لمجموعة من السلوكات التي يعطيها المجتمع الايتوسي أهمية قصوى فكل من طلب حماية القبيلة أو استجار بها يصبح جزء منها وذلك بان يقوم ببعض الطقوس والمراسيم الموجبة للانتماء كذبح ذبيحة أو نحر "تعركيبة"[6]. على اسم القبيلة ويختار أي عرش أو أي خمس داخل
القبيلة مع تعاهده على حمل اسم القبيلة وبالتالي يصبح جزء تجري عليه أحكام القبيلة ويشاركها في ملكية الأرض "الترَاب".
- الكود:
[1] المؤذن ع. الرحمان، العلاقة بين المجتمع القروي في مغرب القرن 19، قبائل ؟ايتاون والمخزن 1873-1902. رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا، كلية الاداب، الرباط. 1984.
[2] محمد صدوق، الصحراء المغربية قبل الاحتلال وبعده، الدار البيضاء. 1992. ج. 2 ص : 75.
[3] Montiel Vincent : notes sur les TEKNA PARIS. 1984. P :20
[4] Jacques Menvie. Le Maroc Saharien des origines du 16ème siècle le Resiei en 1670 Paris 1982. Vol. 1. P : 228
[1] محمد الغربي. الساقية الحمراء وادي الذهب ، الدار البيضاء. ج 1. ص:88.
[2] مصطفى الناعمي. الصحراء من خلال بلاد ثكنة. ص 83
[3] قبيلة اوس والخزرج هما اللتين نصرتا الرسول (ص) عندما هاجر الى المدينة.
[4] رواية شفوية انظر الملحق
[5] رواية شفوية. انظر الملحق.
[6] نحر ناقة أو جمل.
للمزيد من المعلومات عن قبيلة ايتوسي والزوايا الصحراوية
http://www.el3arabi.com/forumdisplay.php?f=164
مع فائق التقدير والاحترام
» قبيلة أولاد الشيخ
» القبائل الصحراء
» شهامة الرجل الصحراوي
» العصور الوسطى
» محمد صلى الله عليه وسلم
» الكثبان الرملية
» السراب
» حرارة الصحراء
» الإنسان والصحراء
» تطور الصحراء وتغيرها
» الحياة في الصحراء
» صخور على شكل فطر
» أكبر صحراء في العالم
» الصحاري
» الصحراء
» بوابة الصحر الغربية
» جبهة البوليزاريوا
» نشاطات القبائل
» تاريخ احتلال اسبانيا للصحراء الغربية