هذا التهميش يكاد ينطبق على التراث الحساني، الذي يعتبره العديد من الفاعلين الثقافيين أحد المكونات الأساسية للهوية الصحراوية.
الفاعلون والمتتبعون للشأن الثقافي يجدون أن هناك تقصيرا في التعامل مع التراث الحساني، خاصة على المستوى الإعلامي والأكاديمي، وبما أن هذا التراث ينتمي للصحراء التي يشدنا إليها نداء الأصول الذي هو مزيج ثقافي عربي إسلامي وإفريقي، فلا يمكننا إلا أن نشد الرحال إليه ونعيد ربط الوشائج بيننا وبينه، صحيح أن الجنوب يختلف عن الشمال والغرب والشرق، في اللكنة واللباس والتقاليد ........... وهكذا دواليك.
فما هي ملامح الثقافة الحسانية؟
سؤال يمكننا أن نجيب عنه بما يحدد هذه الثقافة من سلوك يمارسه الصحراويون ففي الملبس نجد الدراعة الزرقاء أو البيضاء، واللثام الأسود للرجل، والملحفة للمرأة، والحديث باللهجة الحسانية، والعلاقات الأسرية بين الرجل والمرأة التي لا يكون فيها الاعتداء أو العنف من طرف الرجل على المرأة، أما الموسيقى فهي مزيج من الموسيقى العربية والإفريقية، إيقاعاتها تجعل الصحراويين يرقصون على رمال الصحراء، ويكون للنساء دور مهم في هذه الرقصات، يؤدينها بحركات تعبيرية ببراعة تفوق براعة الرجال.
هذه الثقافة لا يعرفها العديد من الناس خاصة الأجيال الجديدة، التي بدأت تلبس ثقافات مغايرة لا تدمج فيها الثقافات المحلية .
فمن المسؤول عن هذا الابتعاد عن المكونات الحقيقية للجسم الصحراوي، ولماذا يتم تغييب هذا المكون الثقافي في برامجنا وتكويننا التعليمي؟ يؤكد الأستاذ والباحث ميلود بوشايد أن المتخصصين في التراث الحساني موجودون، ويراكمون أبحاثهم في هذا المجال.. لكن المنابر الإعلامية التي تعرف بهذا التراث قليلة، إن لم نقل أنها منعدمة، فإذاعة وقناة العيون، وحتى الرابعة غير كافية للتعريف بهذا المكون الأساسي من الثقافة الصحراوية. بل الأكثر من هذا، يضيف الأستاذ ميلود بوشايد، أنه لا وجود لمادة الأدب الحساني بالجامعة المغربية، وهو ما يمكن اعتباره تهميشا لهذه الثقافة التي تعتبر مكونا أساسيا في الجسم الصحراوي والمجتمع ويدخل في اطار محاولة طمس الهوية الصحراوي.
لكن إذا أردنا أن نتعرف على هذا التراث فأي الأبواب نطرق؟
الحيسن إبراهيم( فنان تشكيلي ومهتم بالتراث الحساني) يرى أن هناك إشكالا في تدوين هذا التراث الذي يكاد يندثر، فهو يتعرض لمحاولات إفراغه من محتواه الثقافي الجاد، من خلال تحويله إلى وسيلة استعراضية بنوع من التواطؤ بين مجموعة من المؤسسات المسؤولة عن الشأن الثقافي، هذا التعامل مع التراث الحساني بهذا الشكل يجعله في نظر البعض، خاصة الأجانب، فرجة وفلكلورا احتفاليا يشبع غرائز السياح، ومع ذلك فالحيسن إبراهيم لا يتغاضى عن بعض الاستثناءات والإرادات الفردية التي تتجه نحو إحياء وصون التراث الحساني وإنقاذه من الضياع والاندثار، من خلال حركة التأليف والكتابة في ثقافة وتراث الصحراء.
نفس الرأي ينهجه عمر ناجيه( أستاذ باحث في التراث الحساني) إذ يؤكد أن الدراسات الأركيولوجية غائبة في هذا المجال، اللهم بعض الاستثناءات الفردية التي نادرا ما تحظى بالاهتمام، ويشير إلى أنه ماعدا تجربة الإذاعة والقناة التلفزية بالعيون، فإن الثقافة الحسانية غائبة، وحتى إن حضرت فإنها تكون إما بطريقة سلبية أو بطريقة فولكلورية.
الاهتمام بالتراث الحساني، يؤكد فوزي بوخريض( باحث في علم الاجتماع) ليس مسألة علمية فحسب، بل هو مسألة حضارية وأخلاقية، ترتبط بمستقبل الإنسانية ككل، لأن الاهتمام بتراثنا الحساني الغارق في خصوصيته، هو إثراء لثقافة الإنسان الصحراوي، وللثقافة الإنسانية بشكل عام، وتوسيع لحدود الإنسية الضيقة، التي اختزلت طويلا في الإنسية الغربية.
وتزداد ملحاحية الاهتمام بالتراث الحساني، بمقدار ما تتعرض ثقافة الصحراء لخطر الانقراض، نتيجة التغير الاجتماعي الذي تشهده الأقاليم الصحراوية: الأنشطة الاقتصادية( تصنيع وتعمير...) تأثيرات العولمة الاقتصادية والثقافية، الهجرة، والسياحة غير المستديمة...
إن حماية التراث الحساني هي مسؤولية الجميع( المنتظم الدولي من خلال اليونسكو، التعاون الدولي الثنائي بين المغرب وموريتانيا، ، المجتمع المدني، والمبدعين أنفسهم المنتديات منتدي وادن نون مثال) ، وتجاه البشرية جمعاء. فالتراث الحساني كتراث غير مادي يتميز بهشاشته لأنه لا يوجد إلا من خلال الرجال والنساء الذين يعبرون بواسطته ويعكسون من خلاله رؤيتهم للعالم، ولهذا فإذا مات أحد هؤلاء الأفراد، دون أن يقوم بنقل تراثه إلى الأجيال اللاحقة، فمعنى ذلك أن جسرا ثقافيا، يربط الماضي بالمستقبل، قد انهار...
ومن هنا يتضح انه لابد من الاهتمام بالثراث الحساني لاننا نتحمل مسؤوليته في نقله الي أجيال اللاحقة..........
الفاعلون والمتتبعون للشأن الثقافي يجدون أن هناك تقصيرا في التعامل مع التراث الحساني، خاصة على المستوى الإعلامي والأكاديمي، وبما أن هذا التراث ينتمي للصحراء التي يشدنا إليها نداء الأصول الذي هو مزيج ثقافي عربي إسلامي وإفريقي، فلا يمكننا إلا أن نشد الرحال إليه ونعيد ربط الوشائج بيننا وبينه، صحيح أن الجنوب يختلف عن الشمال والغرب والشرق، في اللكنة واللباس والتقاليد ........... وهكذا دواليك.
فما هي ملامح الثقافة الحسانية؟
سؤال يمكننا أن نجيب عنه بما يحدد هذه الثقافة من سلوك يمارسه الصحراويون ففي الملبس نجد الدراعة الزرقاء أو البيضاء، واللثام الأسود للرجل، والملحفة للمرأة، والحديث باللهجة الحسانية، والعلاقات الأسرية بين الرجل والمرأة التي لا يكون فيها الاعتداء أو العنف من طرف الرجل على المرأة، أما الموسيقى فهي مزيج من الموسيقى العربية والإفريقية، إيقاعاتها تجعل الصحراويين يرقصون على رمال الصحراء، ويكون للنساء دور مهم في هذه الرقصات، يؤدينها بحركات تعبيرية ببراعة تفوق براعة الرجال.
هذه الثقافة لا يعرفها العديد من الناس خاصة الأجيال الجديدة، التي بدأت تلبس ثقافات مغايرة لا تدمج فيها الثقافات المحلية .
فمن المسؤول عن هذا الابتعاد عن المكونات الحقيقية للجسم الصحراوي، ولماذا يتم تغييب هذا المكون الثقافي في برامجنا وتكويننا التعليمي؟ يؤكد الأستاذ والباحث ميلود بوشايد أن المتخصصين في التراث الحساني موجودون، ويراكمون أبحاثهم في هذا المجال.. لكن المنابر الإعلامية التي تعرف بهذا التراث قليلة، إن لم نقل أنها منعدمة، فإذاعة وقناة العيون، وحتى الرابعة غير كافية للتعريف بهذا المكون الأساسي من الثقافة الصحراوية. بل الأكثر من هذا، يضيف الأستاذ ميلود بوشايد، أنه لا وجود لمادة الأدب الحساني بالجامعة المغربية، وهو ما يمكن اعتباره تهميشا لهذه الثقافة التي تعتبر مكونا أساسيا في الجسم الصحراوي والمجتمع ويدخل في اطار محاولة طمس الهوية الصحراوي.
لكن إذا أردنا أن نتعرف على هذا التراث فأي الأبواب نطرق؟
الحيسن إبراهيم( فنان تشكيلي ومهتم بالتراث الحساني) يرى أن هناك إشكالا في تدوين هذا التراث الذي يكاد يندثر، فهو يتعرض لمحاولات إفراغه من محتواه الثقافي الجاد، من خلال تحويله إلى وسيلة استعراضية بنوع من التواطؤ بين مجموعة من المؤسسات المسؤولة عن الشأن الثقافي، هذا التعامل مع التراث الحساني بهذا الشكل يجعله في نظر البعض، خاصة الأجانب، فرجة وفلكلورا احتفاليا يشبع غرائز السياح، ومع ذلك فالحيسن إبراهيم لا يتغاضى عن بعض الاستثناءات والإرادات الفردية التي تتجه نحو إحياء وصون التراث الحساني وإنقاذه من الضياع والاندثار، من خلال حركة التأليف والكتابة في ثقافة وتراث الصحراء.
نفس الرأي ينهجه عمر ناجيه( أستاذ باحث في التراث الحساني) إذ يؤكد أن الدراسات الأركيولوجية غائبة في هذا المجال، اللهم بعض الاستثناءات الفردية التي نادرا ما تحظى بالاهتمام، ويشير إلى أنه ماعدا تجربة الإذاعة والقناة التلفزية بالعيون، فإن الثقافة الحسانية غائبة، وحتى إن حضرت فإنها تكون إما بطريقة سلبية أو بطريقة فولكلورية.
الاهتمام بالتراث الحساني، يؤكد فوزي بوخريض( باحث في علم الاجتماع) ليس مسألة علمية فحسب، بل هو مسألة حضارية وأخلاقية، ترتبط بمستقبل الإنسانية ككل، لأن الاهتمام بتراثنا الحساني الغارق في خصوصيته، هو إثراء لثقافة الإنسان الصحراوي، وللثقافة الإنسانية بشكل عام، وتوسيع لحدود الإنسية الضيقة، التي اختزلت طويلا في الإنسية الغربية.
وتزداد ملحاحية الاهتمام بالتراث الحساني، بمقدار ما تتعرض ثقافة الصحراء لخطر الانقراض، نتيجة التغير الاجتماعي الذي تشهده الأقاليم الصحراوية: الأنشطة الاقتصادية( تصنيع وتعمير...) تأثيرات العولمة الاقتصادية والثقافية، الهجرة، والسياحة غير المستديمة...
إن حماية التراث الحساني هي مسؤولية الجميع( المنتظم الدولي من خلال اليونسكو، التعاون الدولي الثنائي بين المغرب وموريتانيا، ، المجتمع المدني، والمبدعين أنفسهم المنتديات منتدي وادن نون مثال) ، وتجاه البشرية جمعاء. فالتراث الحساني كتراث غير مادي يتميز بهشاشته لأنه لا يوجد إلا من خلال الرجال والنساء الذين يعبرون بواسطته ويعكسون من خلاله رؤيتهم للعالم، ولهذا فإذا مات أحد هؤلاء الأفراد، دون أن يقوم بنقل تراثه إلى الأجيال اللاحقة، فمعنى ذلك أن جسرا ثقافيا، يربط الماضي بالمستقبل، قد انهار...
ومن هنا يتضح انه لابد من الاهتمام بالثراث الحساني لاننا نتحمل مسؤوليته في نقله الي أجيال اللاحقة..........
الجمعة يوليو 11, 2014 5:30 pm من طرف Babayeslem
» قبيلة أولاد الشيخ
الإثنين أبريل 21, 2014 12:40 pm من طرف bant chikh
» القبائل الصحراء
الخميس يناير 17, 2013 8:53 am من طرف مراكش
» شهامة الرجل الصحراوي
الأربعاء أبريل 20, 2011 1:21 pm من طرف roublazaz
» العصور الوسطى
الخميس أبريل 14, 2011 8:27 am من طرف roublazaz
» محمد صلى الله عليه وسلم
الخميس أبريل 14, 2011 8:25 am من طرف roublazaz
» الكثبان الرملية
الخميس أبريل 14, 2011 8:20 am من طرف roublazaz
» السراب
الخميس أبريل 14, 2011 8:14 am من طرف roublazaz
» حرارة الصحراء
الخميس أبريل 14, 2011 8:13 am من طرف roublazaz
» الإنسان والصحراء
الخميس أبريل 14, 2011 8:12 am من طرف roublazaz
» تطور الصحراء وتغيرها
الخميس أبريل 14, 2011 8:12 am من طرف roublazaz
» الحياة في الصحراء
الخميس أبريل 14, 2011 8:10 am من طرف roublazaz
» صخور على شكل فطر
الخميس أبريل 14, 2011 8:09 am من طرف roublazaz
» أكبر صحراء في العالم
الخميس أبريل 14, 2011 8:08 am من طرف roublazaz
» الصحاري
الخميس أبريل 14, 2011 8:07 am من طرف roublazaz
» الصحراء
الخميس أبريل 14, 2011 8:06 am من طرف roublazaz
» بوابة الصحر الغربية
الخميس أبريل 14, 2011 7:56 am من طرف roublazaz
» جبهة البوليزاريوا
الخميس أبريل 14, 2011 7:52 am من طرف roublazaz
» نشاطات القبائل
الخميس أبريل 14, 2011 7:52 am من طرف roublazaz
» تاريخ احتلال اسبانيا للصحراء الغربية
الخميس أبريل 14, 2011 7:46 am من طرف roublazaz