السعادة
- ما أساس الاختلافات في تحديد معنى السعادة؟
- ما هي السعادة التي يبحث عنها الجميع؟
- ما علاقة السعادة بالواجب، وهل يمكن تصور السعادة الذاتية بدون سعادة الغير؟
ملاحظة: من الصعب إيجاد تعريف للسعادة لارتباطها بمكونات عديدة منها الجسد والأحاسيس والعقل والمجتمع والحضارة...
- لكن يمكن تقديم العناصر التالية للتفكير في إشكالية السعادة:
- توجد السعادة ما وراء جميع الشروط التي ينتظر الإنسان تحققها لبلوغها.
- الاختلاف السائد بصدد السعادة يرجع للتقدير الذاتي لها (مال، صحة، جمال، نجاح، زهد، ...
- هناك فرق بين إدراك ذاتي للسعادة وإدراك فردي لها: فالأفراد ينهلون من حضارتهم تصوراتهم المشتركة.
- تقتضي السعادة الاستقرار والاستمرارية فبمجرد ما يدرك الإنسان السعيد أن سعادته ستنتهي يصاب بالقلق ويكف عن أن يكون سعيدا
- ما نعيشه في لحظة محددة زائلة هو اللذة: الإشباع اللحظي لميل من الميول. أما السعادة فيست هي مجموع اللذات.
- السعادة تتطلب الوعي بالسعادة، وهو الأمر الذي يجعل موضوع السعادة مستحيلا بالنسبة للحيوان.
- الأمور التي تحول دون السعادة في الحياة" كون الإنسان يولد من أجل الموت، رعب الموت، الخوف من الألم والعذاب والقلق بسبب المجهول، القلق من جراء العدم...
المحور الأول: تمثلات السعادة
هناك تمثلات عدة للسعادة باختلاف المرجعيات الدينية والحضارية.
- نموذج من الفكر الفلسفي اليوناني: أرسطو
- موضوع الأخلاق هو بلوغ الخير الأسمى الذي هو الغاية النهائية لنشاطنا كبشر: هناك موضوع مطلق نبحث عن لذاته وهو خير كامل مكتف بذاته وهو السعادة.
- تدرك السعادة بالجهد العقلي فهي ليست موهبة ولا فطرة وإنما نتيجة بذل جهد للوصول إلى موضوع لا نتوخى من ورائه لذة أو مصلحة أو منفعة: والسعادة بهذا المعنى هي الانسجام التام بين الإنسان ونفسه، وبينه وبين الكون.
يقول أرسطو: "السعادة غاية بحد ذاتها، والحياة السعيدة هي التي يحياها المرء وفق الفضيلة".
نموذج من الفكر الفلسفي الإسلامي: الفارابي
السعادة من خاصية الخاصة لأنها نتيجة العلم واستعمال العقل. يقول الفارابي: "ليس في فطرة كل إنسان أن يعلم من تلقاء نفسه السعادة ولا الأشياء التي ينبغي أن يعلمها، بل يحتاج في ذلك إلى معلم ومرشد".
إن الوسيلة الوحيدة حسب الفارابي لبلوغ السعادة هي الفلسفة التي هي أخص مجال يستعمل فيه العقل بشكل كلي مراعيا معرفة شاملة لمكونات الوجود. ويعرف السعادة مثل أرسطو بأنها ما يصبو إليه الإنسان من أجل ذاته.
نموذج من الفكر الفلسفي المعاصر: ألن
- ليست السعادة معطى جاهزا، وإنما يجب السعي لتحقيقها ولطبيعتها المعقدة فهي لا تقبل البرهنة عليها ولا توقع حدوثها. لهذا السبب يقول عنها ألن: "الأمل في السعادة هو السعادة"، أي أنها تتحقق كأمل قبل تحقيقها كواقع، ولا يعلم منتظر السعادة متى سينعم بها. يقول ألن: "السعادة هي نوع من الجزاء الذي يقدم لأولئك الذين لم يبحثوا عنه".
المحور الثاني: السعي وراء السعادة
يختلف الهدف المتوخى من السعي وراء السعادة. وهذا الاختلاف يبين في نفس الوقت الاختلافات المتعلقة بتطور السعادة.
أبيقور: السعادة هي اللذة
- يلح الفيلسوف اليوناني أبيقور على أن شرط بلوغ السعادة هو التخلص من الخوف، فلا يجب الخوف من الآلهة التي لا تضر ولا تنفع، أو من الموت التي لا توجد أبدا حيث نوجد، أو من الألم الذي نقبله ونتعود عليه إذا لم يكن قويا، أما إذا كان قويا فلن يدوم طويلا لأنه سيؤدي إلى الموت.
- لهذا فالسعادة هي اللذة الهادئة والمتميزة بالسكينة الناتجة عن غياب الأم والرغبة. تتطلب السعادة رفض اللذات غير المفيدة وتمجيد الصداقة والفن والعلم واحتقار الموت.
الرواقية: إبكتيت
على الإنسان أن يحيى وفق ما تمليه الطبيعة التي تخضع لقانون عقلي غير مكتوب: على الإنسان إذا أراد بلوغ السعادة أن يتحكم في نفسه، وأن لا يرتبط إلا بالخير الحقيقي، وألا يخشى الموت. وتقتضي منه الفضيلة التمييز بين ما يعود إلى طبيعته (الآراء، الميولات، الرغبات) وما لا يعود لطبيعته (الجسم، الغنى، المجد، السلطة...)
فرويد: السعادة هي الإشباع
- المجتمع الحديث مجتمع قمعي يقوم على الإخضاع المستمر للغرائز الإنسانية. فإشباع الغرائز الأساسية للإنسانية غير متلائمة مع الحياة الاجتماعية (التي تفرض احترام الشغل، النظام الاجتماعي، التوالد القائم على الزواج الأحادي. حينما يريد مبدأ اللذة الاشياع يصطدم بالمحيط الطبيعي والإنساني: وإشباعه مستحيل لأنه يتناقض مع أي شكل من أشكال التجمع والحياة الاجتماعية: يجب العمل على أن تنحرف الغرائز عن هدفها الذي هو الإشباع في أي لحظة من اللحظات: وهذه العملية (انحراف الغرائز) هي بداية الحضارة.
وهكذا يعوض مبدأ الواقع مبدأ اللذة ولا يظل الإنسان حزمة من الدوافع الحيوانية ويصبح أنا منظمة، ذاتا واعية خاضعة لعقلانية يفرضها عليه المجتمع.
وفي وضعية مثل هذه: ليست هناك إمكانية ليكون الإنسان سعيدا.
ماركوز: المردودية الاقتصادية ومردودية الإشباع:
العالم المعاصر عالم بعد واحد، وفريد لا يحل المشكلة وإنما يرقع الواقع، ويدمج ضحايا النظام الرأسمالي داخل هذا النظام. فعالم اليوم قائم على المردودية الاقتصادية والعقلانية الناتجة عن ذلك، أي عقلانية المردودية: والسعادة لا وجو لها في نظام المردودية الاقتصادية وإنما في مردودية أخرى مخالفة هي مردودية الإشباع.
روسو: السعادة هي توازن الرغبة والقدرة:
تتحقق السعادة بتوازن الرغبة والقدرة. فحالة الطبيعة هي مجال تحقيق السعادة أما حالة المدنية فلقد عرفت تكاثر الرغبات إلى أن تجاوزت القدرات: إذن السعي وراء السعادة في حالة التمدن هو سعي وراء الشقاء.
يقول: "شكل الحصول على الكماليات النير الأول الذي وضعه الناس في أعناقهم... والمصدر الأول للآلام التي ورثوها لخلفهم... وتحولت هذه الكماليات إلى حاجيات حقيقية صار الإنسان يشقى بقدها دون أن يكون سعيدا بتملكها..."
هيوم: السعادة هي منتوج الفن
تدرك السعادة بالفن الذي يرتكز على رهافة الإحساس (الألم الشديد أمام منظر محزن) وعلى رهافة الذوق (تذوق الأعمال الفنية والاشمئزاز من القبح)
يقول: "لرهافة الذوق ورقته نفس الأثر الذي لرهافة الإحساس. إنها توسع من دائرة سعادتنا مثلما توسع من دائرة شقائنا، وتجعلنا أكثر تأثرا بالأفراح والأحزان التي لا يبالي بها باقي الناس"
المحور الثالث: السعادة والواجب
لا يمكن تصور السعادة بشكل أناني، تقتضي السعادة الذاتية سعادة الغير، إضافة إلى أن سعادة البعض لا يجب أن تبنى على تعاسة الآخرين.
- حاجيات الناس تقرب بعضهم للبعض الآخر، لكن أهواءهم تبعدهم عن بعضهم البعض.
- السعادة نتيجة جهد يبذله الإنسان وهذا هو معنى قول الفيلسوف الفرنسي المعاصر "ألن" "يجب أن يقسم المرء على أن يكون سعيدا".
- إن السعادة مشروطة بالعلاقة بالغير بسبب وجود واجب تجاهه. إن البعد الأخلاقي للسعادة يجعلها مشروطة بالغير:
برتراند راسل: تحقق السعادة مشروط بالغير
- "السعادة الأصلية تعتمد على الاهتمام الودي بالآخرين"
تعليق: لا تتحقق السعادة في إشباع رغبات الأنا أو الذات، ولا في تحقيق أهدافها الأنانية أو المتصورة طبيعية، وإنما عكس ذلك تماما فالسعادة هي التقاء بالذات عبر فعل يسعد الآخرين، عبر اهتمام مفيد إنسانيا للآخرين: إذن تقتضي السعادة وسيطا للعودة إلى الذات بسعادة الغير التي تخلق السعادة بدورها في الذات: لنسعد يجب أن نسعد الغير.
- "ربما كان حب كثير من الناس تلقائيا وبدون مجهود أعظم مصدر السعادة الشخصية"
تعليق: التلقائية في قبول الغير كما هو واحتضانه عاطفيا بدون تخطيط مسبق وبدون هدف محدد، هكذا بكل إنسانية أصلية (أي قبل سيادة مجتمع الأنانية والصراع من أجل التفوق ونتائجه والتمييز بين الناس وفق قيم تعود في بعدها الحقيقي للعبيد الذين تحصنوا وراءها لعجزهم عن تحقيق عدالة فعلية تقوم على القوة الإيجابية) أي خارج علاقات التجارة والمصلحة هو أساس سعادة الذات.
ألن: لا معنى للسعادة إلا في العلاقة بالغير حافزا وهدفا
- "يستحيل أن نكون سعداء، إذا لم نرغب في ذلك، يجب على المرء أن يطلب سعادته وأن يصنعها"
تعليق: يندرج تصور "ألن" ضمن تصورات فلسفية تجعل السعادة رهينة العقل والإرادة والجهد الذي يحرر الإنسان من حيوانيته ومن عبوديته ومن سلبيته، وبالتالي فالسعادة تقتضي أولا الوعي وهو ما يجعلها إنسانية بامتياز، من جهة أخرى تقتضي معرفة عقلية تحرر الإنسان من كل جوانب جهله بذاته وبالطبيعة.
وهذا ما يتضح من أقواله اللاحقة مع التأكيد على أن السعادة عنده لا يمكن تصورها إلا في علاقة حميمية مع الغير كمنطلق وكهدف، كحافز وكوسيط وصدى لإنسانيتنا:
- "إن سعادة المرء هي واجب تجاه الغير"
- "لا يكون محبوبا إلا السعيد"
- "لا يوجد شيء أعمق في الحب من العهد الذي نقطعه على أنفسنا أمام الغير بأن نكون سعداء"
- "إن السعادة التي نحصل عليها من أجل ذواتنا هي الهدية الأجمل والأكثر سخاء والتي يمكن إهداؤها للغير"
- "عندما أتأمل أولئك الذين يعلنون عن الحروب ويهيئون لها، فإني لا أبحث عن الدواعي، مادمت أعرف مسبقا وبما فيه الكفاية أنهم لا يطيقون رؤية الناس سعداء
- ما أساس الاختلافات في تحديد معنى السعادة؟
- ما هي السعادة التي يبحث عنها الجميع؟
- ما علاقة السعادة بالواجب، وهل يمكن تصور السعادة الذاتية بدون سعادة الغير؟
ملاحظة: من الصعب إيجاد تعريف للسعادة لارتباطها بمكونات عديدة منها الجسد والأحاسيس والعقل والمجتمع والحضارة...
- لكن يمكن تقديم العناصر التالية للتفكير في إشكالية السعادة:
- توجد السعادة ما وراء جميع الشروط التي ينتظر الإنسان تحققها لبلوغها.
- الاختلاف السائد بصدد السعادة يرجع للتقدير الذاتي لها (مال، صحة، جمال، نجاح، زهد، ...
- هناك فرق بين إدراك ذاتي للسعادة وإدراك فردي لها: فالأفراد ينهلون من حضارتهم تصوراتهم المشتركة.
- تقتضي السعادة الاستقرار والاستمرارية فبمجرد ما يدرك الإنسان السعيد أن سعادته ستنتهي يصاب بالقلق ويكف عن أن يكون سعيدا
- ما نعيشه في لحظة محددة زائلة هو اللذة: الإشباع اللحظي لميل من الميول. أما السعادة فيست هي مجموع اللذات.
- السعادة تتطلب الوعي بالسعادة، وهو الأمر الذي يجعل موضوع السعادة مستحيلا بالنسبة للحيوان.
- الأمور التي تحول دون السعادة في الحياة" كون الإنسان يولد من أجل الموت، رعب الموت، الخوف من الألم والعذاب والقلق بسبب المجهول، القلق من جراء العدم...
المحور الأول: تمثلات السعادة
هناك تمثلات عدة للسعادة باختلاف المرجعيات الدينية والحضارية.
- نموذج من الفكر الفلسفي اليوناني: أرسطو
- موضوع الأخلاق هو بلوغ الخير الأسمى الذي هو الغاية النهائية لنشاطنا كبشر: هناك موضوع مطلق نبحث عن لذاته وهو خير كامل مكتف بذاته وهو السعادة.
- تدرك السعادة بالجهد العقلي فهي ليست موهبة ولا فطرة وإنما نتيجة بذل جهد للوصول إلى موضوع لا نتوخى من ورائه لذة أو مصلحة أو منفعة: والسعادة بهذا المعنى هي الانسجام التام بين الإنسان ونفسه، وبينه وبين الكون.
يقول أرسطو: "السعادة غاية بحد ذاتها، والحياة السعيدة هي التي يحياها المرء وفق الفضيلة".
نموذج من الفكر الفلسفي الإسلامي: الفارابي
السعادة من خاصية الخاصة لأنها نتيجة العلم واستعمال العقل. يقول الفارابي: "ليس في فطرة كل إنسان أن يعلم من تلقاء نفسه السعادة ولا الأشياء التي ينبغي أن يعلمها، بل يحتاج في ذلك إلى معلم ومرشد".
إن الوسيلة الوحيدة حسب الفارابي لبلوغ السعادة هي الفلسفة التي هي أخص مجال يستعمل فيه العقل بشكل كلي مراعيا معرفة شاملة لمكونات الوجود. ويعرف السعادة مثل أرسطو بأنها ما يصبو إليه الإنسان من أجل ذاته.
نموذج من الفكر الفلسفي المعاصر: ألن
- ليست السعادة معطى جاهزا، وإنما يجب السعي لتحقيقها ولطبيعتها المعقدة فهي لا تقبل البرهنة عليها ولا توقع حدوثها. لهذا السبب يقول عنها ألن: "الأمل في السعادة هو السعادة"، أي أنها تتحقق كأمل قبل تحقيقها كواقع، ولا يعلم منتظر السعادة متى سينعم بها. يقول ألن: "السعادة هي نوع من الجزاء الذي يقدم لأولئك الذين لم يبحثوا عنه".
المحور الثاني: السعي وراء السعادة
يختلف الهدف المتوخى من السعي وراء السعادة. وهذا الاختلاف يبين في نفس الوقت الاختلافات المتعلقة بتطور السعادة.
أبيقور: السعادة هي اللذة
- يلح الفيلسوف اليوناني أبيقور على أن شرط بلوغ السعادة هو التخلص من الخوف، فلا يجب الخوف من الآلهة التي لا تضر ولا تنفع، أو من الموت التي لا توجد أبدا حيث نوجد، أو من الألم الذي نقبله ونتعود عليه إذا لم يكن قويا، أما إذا كان قويا فلن يدوم طويلا لأنه سيؤدي إلى الموت.
- لهذا فالسعادة هي اللذة الهادئة والمتميزة بالسكينة الناتجة عن غياب الأم والرغبة. تتطلب السعادة رفض اللذات غير المفيدة وتمجيد الصداقة والفن والعلم واحتقار الموت.
الرواقية: إبكتيت
على الإنسان أن يحيى وفق ما تمليه الطبيعة التي تخضع لقانون عقلي غير مكتوب: على الإنسان إذا أراد بلوغ السعادة أن يتحكم في نفسه، وأن لا يرتبط إلا بالخير الحقيقي، وألا يخشى الموت. وتقتضي منه الفضيلة التمييز بين ما يعود إلى طبيعته (الآراء، الميولات، الرغبات) وما لا يعود لطبيعته (الجسم، الغنى، المجد، السلطة...)
فرويد: السعادة هي الإشباع
- المجتمع الحديث مجتمع قمعي يقوم على الإخضاع المستمر للغرائز الإنسانية. فإشباع الغرائز الأساسية للإنسانية غير متلائمة مع الحياة الاجتماعية (التي تفرض احترام الشغل، النظام الاجتماعي، التوالد القائم على الزواج الأحادي. حينما يريد مبدأ اللذة الاشياع يصطدم بالمحيط الطبيعي والإنساني: وإشباعه مستحيل لأنه يتناقض مع أي شكل من أشكال التجمع والحياة الاجتماعية: يجب العمل على أن تنحرف الغرائز عن هدفها الذي هو الإشباع في أي لحظة من اللحظات: وهذه العملية (انحراف الغرائز) هي بداية الحضارة.
وهكذا يعوض مبدأ الواقع مبدأ اللذة ولا يظل الإنسان حزمة من الدوافع الحيوانية ويصبح أنا منظمة، ذاتا واعية خاضعة لعقلانية يفرضها عليه المجتمع.
وفي وضعية مثل هذه: ليست هناك إمكانية ليكون الإنسان سعيدا.
ماركوز: المردودية الاقتصادية ومردودية الإشباع:
العالم المعاصر عالم بعد واحد، وفريد لا يحل المشكلة وإنما يرقع الواقع، ويدمج ضحايا النظام الرأسمالي داخل هذا النظام. فعالم اليوم قائم على المردودية الاقتصادية والعقلانية الناتجة عن ذلك، أي عقلانية المردودية: والسعادة لا وجو لها في نظام المردودية الاقتصادية وإنما في مردودية أخرى مخالفة هي مردودية الإشباع.
روسو: السعادة هي توازن الرغبة والقدرة:
تتحقق السعادة بتوازن الرغبة والقدرة. فحالة الطبيعة هي مجال تحقيق السعادة أما حالة المدنية فلقد عرفت تكاثر الرغبات إلى أن تجاوزت القدرات: إذن السعي وراء السعادة في حالة التمدن هو سعي وراء الشقاء.
يقول: "شكل الحصول على الكماليات النير الأول الذي وضعه الناس في أعناقهم... والمصدر الأول للآلام التي ورثوها لخلفهم... وتحولت هذه الكماليات إلى حاجيات حقيقية صار الإنسان يشقى بقدها دون أن يكون سعيدا بتملكها..."
هيوم: السعادة هي منتوج الفن
تدرك السعادة بالفن الذي يرتكز على رهافة الإحساس (الألم الشديد أمام منظر محزن) وعلى رهافة الذوق (تذوق الأعمال الفنية والاشمئزاز من القبح)
يقول: "لرهافة الذوق ورقته نفس الأثر الذي لرهافة الإحساس. إنها توسع من دائرة سعادتنا مثلما توسع من دائرة شقائنا، وتجعلنا أكثر تأثرا بالأفراح والأحزان التي لا يبالي بها باقي الناس"
المحور الثالث: السعادة والواجب
لا يمكن تصور السعادة بشكل أناني، تقتضي السعادة الذاتية سعادة الغير، إضافة إلى أن سعادة البعض لا يجب أن تبنى على تعاسة الآخرين.
- حاجيات الناس تقرب بعضهم للبعض الآخر، لكن أهواءهم تبعدهم عن بعضهم البعض.
- السعادة نتيجة جهد يبذله الإنسان وهذا هو معنى قول الفيلسوف الفرنسي المعاصر "ألن" "يجب أن يقسم المرء على أن يكون سعيدا".
- إن السعادة مشروطة بالعلاقة بالغير بسبب وجود واجب تجاهه. إن البعد الأخلاقي للسعادة يجعلها مشروطة بالغير:
برتراند راسل: تحقق السعادة مشروط بالغير
- "السعادة الأصلية تعتمد على الاهتمام الودي بالآخرين"
تعليق: لا تتحقق السعادة في إشباع رغبات الأنا أو الذات، ولا في تحقيق أهدافها الأنانية أو المتصورة طبيعية، وإنما عكس ذلك تماما فالسعادة هي التقاء بالذات عبر فعل يسعد الآخرين، عبر اهتمام مفيد إنسانيا للآخرين: إذن تقتضي السعادة وسيطا للعودة إلى الذات بسعادة الغير التي تخلق السعادة بدورها في الذات: لنسعد يجب أن نسعد الغير.
- "ربما كان حب كثير من الناس تلقائيا وبدون مجهود أعظم مصدر السعادة الشخصية"
تعليق: التلقائية في قبول الغير كما هو واحتضانه عاطفيا بدون تخطيط مسبق وبدون هدف محدد، هكذا بكل إنسانية أصلية (أي قبل سيادة مجتمع الأنانية والصراع من أجل التفوق ونتائجه والتمييز بين الناس وفق قيم تعود في بعدها الحقيقي للعبيد الذين تحصنوا وراءها لعجزهم عن تحقيق عدالة فعلية تقوم على القوة الإيجابية) أي خارج علاقات التجارة والمصلحة هو أساس سعادة الذات.
ألن: لا معنى للسعادة إلا في العلاقة بالغير حافزا وهدفا
- "يستحيل أن نكون سعداء، إذا لم نرغب في ذلك، يجب على المرء أن يطلب سعادته وأن يصنعها"
تعليق: يندرج تصور "ألن" ضمن تصورات فلسفية تجعل السعادة رهينة العقل والإرادة والجهد الذي يحرر الإنسان من حيوانيته ومن عبوديته ومن سلبيته، وبالتالي فالسعادة تقتضي أولا الوعي وهو ما يجعلها إنسانية بامتياز، من جهة أخرى تقتضي معرفة عقلية تحرر الإنسان من كل جوانب جهله بذاته وبالطبيعة.
وهذا ما يتضح من أقواله اللاحقة مع التأكيد على أن السعادة عنده لا يمكن تصورها إلا في علاقة حميمية مع الغير كمنطلق وكهدف، كحافز وكوسيط وصدى لإنسانيتنا:
- "إن سعادة المرء هي واجب تجاه الغير"
- "لا يكون محبوبا إلا السعيد"
- "لا يوجد شيء أعمق في الحب من العهد الذي نقطعه على أنفسنا أمام الغير بأن نكون سعداء"
- "إن السعادة التي نحصل عليها من أجل ذواتنا هي الهدية الأجمل والأكثر سخاء والتي يمكن إهداؤها للغير"
- "عندما أتأمل أولئك الذين يعلنون عن الحروب ويهيئون لها، فإني لا أبحث عن الدواعي، مادمت أعرف مسبقا وبما فيه الكفاية أنهم لا يطيقون رؤية الناس سعداء
الجمعة يوليو 11, 2014 5:30 pm من طرف Babayeslem
» قبيلة أولاد الشيخ
الإثنين أبريل 21, 2014 12:40 pm من طرف bant chikh
» القبائل الصحراء
الخميس يناير 17, 2013 8:53 am من طرف مراكش
» شهامة الرجل الصحراوي
الأربعاء أبريل 20, 2011 1:21 pm من طرف roublazaz
» العصور الوسطى
الخميس أبريل 14, 2011 8:27 am من طرف roublazaz
» محمد صلى الله عليه وسلم
الخميس أبريل 14, 2011 8:25 am من طرف roublazaz
» الكثبان الرملية
الخميس أبريل 14, 2011 8:20 am من طرف roublazaz
» السراب
الخميس أبريل 14, 2011 8:14 am من طرف roublazaz
» حرارة الصحراء
الخميس أبريل 14, 2011 8:13 am من طرف roublazaz
» الإنسان والصحراء
الخميس أبريل 14, 2011 8:12 am من طرف roublazaz
» تطور الصحراء وتغيرها
الخميس أبريل 14, 2011 8:12 am من طرف roublazaz
» الحياة في الصحراء
الخميس أبريل 14, 2011 8:10 am من طرف roublazaz
» صخور على شكل فطر
الخميس أبريل 14, 2011 8:09 am من طرف roublazaz
» أكبر صحراء في العالم
الخميس أبريل 14, 2011 8:08 am من طرف roublazaz
» الصحاري
الخميس أبريل 14, 2011 8:07 am من طرف roublazaz
» الصحراء
الخميس أبريل 14, 2011 8:06 am من طرف roublazaz
» بوابة الصحر الغربية
الخميس أبريل 14, 2011 7:56 am من طرف roublazaz
» جبهة البوليزاريوا
الخميس أبريل 14, 2011 7:52 am من طرف roublazaz
» نشاطات القبائل
الخميس أبريل 14, 2011 7:52 am من طرف roublazaz
» تاريخ احتلال اسبانيا للصحراء الغربية
الخميس أبريل 14, 2011 7:46 am من طرف roublazaz